صرخة ألــم

بقلم الأديب فوزى فهمى :
لم أكن اتصور يوماً أن يتقمص بعض الشباب والرجال المنحرفين الخارجين عن القانون فى شخصية حقيرة مدمره وهى شخصية (البلطجى) . فمثلاً فى عصر الزعيم الراحل (جمال عبد الناصر) كان كل مصرى من الشباب والرجال حريصين كل الحرص على الدفاع عن أرض الوطن وحب (مصـــــر) والمحافظة على ممتلكات الدولة وممتلكات الأفراد . فمثلاً فى الطريق العام الشاب يحافظ على الشابة وحق الطريق كاملاً من أدب وأخلاق واحترام .. والرجال ينصحون الشباب بذلك .
وقد استوقفنى طرح السيد المستشار السفير / محمد فواز رئيس مجلس إدارة التحالف المدنى لحقوق الإنسان عندما قال /-
وكان يقال لكل مصرى فى ذلك الوقت .. المصرى رجوله .. المصرى شهامه .. وكنا فى أمن وآمان ، سعداء بحرص الشباب والرجال بالمحافظة على رجولتهم وشهامتهم فى حفظ أمن الجار والمارة فى الشوارع وممتلكات الغير من ( محلات – وشركات – وخلافه ) . وأتذكر أيام الرئيس الراحل – جمال عبد الناصر – كان الانضباط جيد فى الشارع المصرى وكانت الشرطة ملتزمه بحسن الخلق وكانت فعلاً فى خدمة الشعب ومع الشعب ضد الخارجين عن القانون . ولن يجرؤ عسكرى في الورديه أن يشرب سيجاره واحده فى اليوم طوال فترة الخدمه . ولن يتقاضى رشوة من أى مواطن مهما كان ، وكان حسن الخلق ، حريص على الإنضباط ، والتفانى فى أداء عمله بصوره مشرفه . والآن نتسائل أين الضمير والتفانى فى العمل ؟! أين الرجولة والشهامة وحسن الخلق ؟ وبعد مرور سنين ينقلب الحال على شباب ورجال ( مصـــر) الخارجين عن القانون ونسمع عن شلة البلطجه .. متسول مجرم لا يكلف نفسه بعمل شريف .. ولكنه يلجأ الى النهب والسرقه والقتل بدافع جمع المال ، وانفاقه فى تعاطى المخدرات والجلوس على المقاهى المشبوهه وغيرها . مجموعات ليسوا من ظهر الرجال .. ليس عندهم رجوله وشهامه ، سرقه ونهب وقتل ليصبحوا : آثرياء .. إلى متى ؟ لقد تغيرت النفوس ، وتغيرت المفاهيم .. وأصبح كل من خرج على القانون يتصرف كما يشاء ، كأن كل شىء ملكه وتحت أمره بالجبروت والقوه ، كل هذا بعد حدوث الإنفلات الآمنى الآخير .. هل ستتغير النفوس والعقول لهؤلاء الخارجيين عن القانون ( البلطجيه ) ؟! هل استفادوا من دروس الماضى ؟ إن البلطجى لا يعرف حقيقة نفسه ، إنه مصرى إبن مصرى إبن هذه البلد الآمنه بفضل الله تعالى .. فلماذا يروع من فيها ، لقد غاب عنه الكثير والكثير ، فهى بالنسبة له أوقات يقضيها فى اللهو والعبث وبعدها الندم والحسرة .. من أى بيت لعين يأتى البلطجى وأين شهامتكم ورجولتكم التى كان عليها أباؤكم من قبل . إلى متى تروعون إخوانكم وتسلبون أموالهم ؟! ارجعوا الى مصريتكم وشهامتكم ولا تكونوا مصدر شر وخراب على الأمة .. ولتعلموا أن هناك عدو ينتظرنا ويتربص لنا بالمرصاد لإستعمار بلادنا ونهب ثرواتنا . ولا تكونوا أول من يندم ويتحسر على هذه البلد الآمنة ( مصـــــر ) . فلنكن جميعاً متعاونين على الخير .. ليس على الشر .. وكفانا هموم ورجعية .. ولتتقدم مصرنا الحبيبة بسواعد أبناءها بعيدة كل البعد عن البلطجه ، فى ظل العمل الجاد المثمر ، لتكون مصرنا دائماً زعيمة الأمة العربية كما كانت بفضل الله تعالى وفضل ابناءها المخلصين الشرفاء .
الأديب / الشاعر
فوزى فهمى محمد غنيم
رئيس اللجنة الثقافية بالتحالف المدنى لحقوق الإنسان