تعليمحوادث

والدة الطفل “أكرم يحيى “: 4 مدرسات عذبوه لحد ما بقى مريض نفسي”.. والمدرسة: “أمه السبب”

لا للعنف
لا للعنف

بقلم عبدالله مؤمن :

تروى ولية أمر الطفل أكرم يحيى قائلة : فوضى فى كل مكان، ديسكات وألواح زجاج مهشمة، ومدرسة بدون حتى عيادة لتقديم الإسعافات الأولية للأطفال، مشاهد تعودنا عليها فى العديد من المدارس الحكومية والخاصة، الطفل يتعرض للإهانة والضرب، وتكون النتيجة إما أن يصاب بعاهة مستديمة أو يخرج بمرض نفسي، تلك الحالة والمشاهد المتكررة يوميا في عدد كبير من المدارس أصبحت عرضا مستمرا، ومحاولات الحفاظ على نشأة الطفل أصبحت مهمة صعب الوصول إليها، ووصلت الفوضى والإهانة أيضا إلى مدارس يطلق عليها “مدارس أولاد الذوات”.

وتؤكد أن حلم “أكرم يحيى” الذي أتم مؤخرا عامه العاشر والطموح أن يصبح طيارا مدنيا ورئيسا للجمهورية، الأمل الذى يراوده في أحلامه وبدأ يسعى إليه فى سن صغيرة حتى أصبح الأول على دفعته بالصف الأول الابتدائي، فضل الوالدين أن ينال من التعليم والتعلم قسط كبير وعلى أعلى مستوى، لكن فجأة حدث تشويش نفسي من خلال التعدي عليه، والذي وصفته والدته من خلال شكواها ومحضرها بالشرطة والنيابة بالتعدي البدني والنفسي، والذي على أثره بدأ الطفل في جلسات للعلاج على يد أحد الأطباء النفسيين، فأصبح حلم الأسرة في استكمال التعليم أمل بعيد المنال.

“4 مدرسات عربى وحساب ولغة إنجليزية ودين بيتناوبوا على تعذيب إبني، وبيتنافسوا مين يعذبه أكتر”، الطفل الذى آتم عامه العاشر مؤخرا بعد أن اجتاز الصف الأول الابتدائي، وأصبح الأول على دفعته بحسب شهادات مدرسة زين للغات التابعة لإدارة كرداسة التعليمية، هي ذاتها المدرسة التي شهدت تعذب الطفل واضطهاده، بحسب وصف والدته، سوزان أحمد علي، (40 سنة)، لم تبخل الأم التي تعمل بالمحاماة، وحاصلة على دكتوراه في التربية والمزيكا، والأب الذى يعمل مهندسا أن ينال ابنهم الوحيد قسطا من التعليم، أيا كان باهظ الثمن، “بندفع 9 آلاف وفوجئت بناس بتدفع 8 و7 بس، ممشينها على مزاجهم”.

حاولت الأم أن توفر لابنها كل الأدوات بالمنزل حتى لا يلجأ إلى الدروس الخصوصية، لكن الأم دائما كانت تلاحظ أخطاء إملائية للمدرسات وعدم اهتمام بالمادة، وتابعت “اكتشفت بطريقتي أن المدرسات خريجة ثانوي أزهري”، وتساءلت “إزاى ناس مش تربويين يتعينوا ويتوظفوا فى مدرسة معروف عنها إنها للأكفاء؟”، لم تتوقع الأم أن يكون جزاء طفلها المتفوق دراسياً بشهادات موثقة من المدرسة العقاب والإهانة بين التلاميذ، حسب وصفها “طفل صديقة ضربه جوه الفصل، ابنى هو اللى يتعاقب لمجرد إنه أكل في الفصل أو اتكلم”.

الاضطهاد الذي تعرض له الطفل بسبب عدم رغبته فى أن يأخذ دروسا خصوصية مع المدرسات، بحسب قول الأم، “علشان مش عايز ياخد دروس بيقرفوا الولد لحد ما اتعقد نفسياً، وبدأت معاه جلسات عند دكتور نفسى، واللى أكد لى أن الطفل اتعرض لتعذيب شديد”، وبحسب تقرير الدكتور كريم شوقى الماجيستير فى المخ والأعصاب بقصر العينى أن الطفل يعانى من خوف وقلق شديد وعصبية وتبول لا إرادى ليلاً، مشيرا إلى أن الأعراض لديه بدأت بسبب ما يمارس ضده من أساليب عنيفة فى توبيخه أمام الطلاب وعقابه بـ”التذنيب”، وحذر من التعامل مع الطفل حتى لا تتفاقم تلك الأمراض، لم تنتظر الأم أن يؤول مصير ابنها إلى المجهول، فتوجهت إلى المدرسة للشكوى، فإذا بالمدير يقول لها، “هانبقى نجبلك مدرسين من كارفور، والمدرسين معملوش حاجة، والطلاب بشتكى من ابنك”، حسب تأكيدها.

الاعتداء أيضا طال الأم، بحسب روايتها، بعد أن ذهبت للشكوى بالمدرسة وتعدت عليها مدرسة اللغه الإنجليزية بالسب والقذف “روحت إدارة كرداسة، قالي هانحقق بعد ما تخلص الامتحانات”، وبعد ما أجريت التحقيقات من قبل الإدارة، فوجئت بأن التلاميذ يوقعون على التحقيق الذي يتضمن شهادتهم، وهذا غير قانوني، لم تجد الأم أمامها سوى أن تحرر محضرا بالواقعة بقسم أول أكتوبر بالحي السابع يحمل رقم 72 إداري، بتاريخ 4 يناير، وشكوى لنجدة الطفل برقم 115781، وشكوى إلى مجلس الوزراء برقم 478560، بخلاف الشكاوى لوزارة التربية والتعليم، ومتابعة المحضر حتى يصل إلى النائب العام، “مش هاسيب حق ابني، هانقله فى التيرم التاني، مش مستغنيه عن ابنى”.

يتلعثم فى النطق محاولاً أن يصف ما تعرض له، بعد أن وقف لمدة 3 ساعات رافعا ذراعيه إلى الأعلى في ظل انخفاض حرارة الجو، حسبما يصف الطفل أكرم، “وقفت 3 حصص وقعد التلاميذ والمدرسين يضحكوا عليا”، لم يفعل الطفل ذنبا إلا أنه أكل بعض السندويتشات أثناء الحصة، “أكلت والمدرسة مسكت السندويتش حطته فى الباسكت واتذنبت”، محاولات التركيز باتت منخفضة والتشويش لدى الطفل واضح المعالم، الطفل الذى تمنى أن يرحل عدد من المدرسات عن المدرسة، “عايز ابقى رئيس جمهورية علشان أمشى كلامى وابقى شخصيتى أقوى منهم”، هكذا يتمنى الطفل أن يكبر مسرعا حتى يتخلص من كل ما يضايقه أو يثير استياءه، وقال “مش لوحدى فى تلاميذ تانيه مش عايزينهم فى المدرسة خالص”، يروى الطفل ساعات تعذيبة وشتمه بالأفاظ البذيئة وسط الطلاب لمجرد أنه لم يأخذ دروسا خصوصية، “مش عايز أروح المدرسة تانى خالص ولا أى مدرسة”.

كما أكد المصدر فى حوار مدير المدرسة محمد زين، الذى أكد أنه قام بنقل إحدى المدرسات لتدريس فصل آخر، “الولد بيشتم المدرسات، والأم بتتصيد الأخطاء”، هكذا وصف مدير المدرسة الأمر، مشيراً إلى أن التحقيقات التى أجرتها الإدارة كانت على مدار أسبوع كامل، حسب تأكيده، “معايا ورقة من أولياء أمور ماضيين عليها إنهم مش عايزين أكرم في المدرسة”، التحقيق الذي تم حفظه فيما بعد لأنه مجرد شكوى كيدية، وتابع “الولد بيأذى الأطفال، والأم عاملة ضغط نفسي كبير على الولد”، أما مسألة أن المدرسات لا تحمل شهادات تربوية وأنهم خريجى ثانوى أزهرى، فعلق “معرفش حاجة، وعقودهم في إدارة المدارس الخاصة بالوزارة يسألوا عنها”، عدد لا بأس به من الطلاب من الحضانة إلى الثانوى بالمدرسة، لا تستطيع المدرسة التخلي عن العيادة، وتابع “أنا دكتور أسنان إزاى معنديش عيادة فى المدرسة”، أما عن مستوى أعضاء التدريس فيؤكد أن المدرسة تتابع أولاً بأول ولا تنتظر على أحد المدرسات مستواه ضعيف، “احنا مش سوق خضار ولا مدرسة حكومى احنا مدرسة مصروف عليها”.

الأمر الذى أكده أيضاً مدير إدارة كرداسة التعليمية، محمد عقرب بحسب تصريحاته أنه تابع التحقيقات على مدار أسبوع، ولاحظ أن الطفل يعانى من اضطرابات نفسية، “مدرسة زي دي لو بيحصل فيها كده كانوا التلاميذ نقلوا ومقعدوش فيها”، أكد “عقرب” أيضاً أنه لديه ملف كامل عن قصة “أكرم” ولو كان أحد مخطئ من المدرسين سينال عقابه، “اللى بيتقال إن الولد نازل ضرب فى العيال كلها، وصاحب المدرسة بيقول إن والدته هى السبب”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: